﷽
اَلْحَمْدُِﷲِ الْوَلِيِّ الْحَمِيْدِ، الْمُتَکَفِّلِ بأَرْزَاقِ الْعَبِيْدِ، الْمُتَصَرِّفِ فِيْهِمْ بِمَا يُرِيْدُ، وَالْمُخَصِّصِ مِنْهُمْ بِمَا يَزِيْدُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَي سَيِدِنَا وَنَبِيِنَا مُحَمَّدِ نِ الَّذِي هَدَانَا إِلَي مَعَارِفِ التَّوْحِيْدِ، وَأَرْشَدَنَا إِلَي رِوَايَةِ قَوْلِهِ السَّعِيْدِ، وَأَمَرَنَا إِلَي مُتَابَعَةِ عَمَلِهِ السَّدِيْدِ، وَعَلَي آلِهِ وَصَحْبِهِ وَتَبْعِهِ الَّذِيْنَ جَعَلَهُمُ اﷲُ لَنَا الثِّقَاتَ لِإِسْنَادِ الرِّوَايَةِ وَإِبْلَاغِ الدِّيْنِ، لأَنَّ الإِبْلَاغَ وَالإِسْنَادَ مِنْ خُصُوْصِيَاتِ الْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَةِ، فَمَا مِنْ أُمَّةٍ مِّنْ أُمَمِ الْأَنْبِيَاءِ السَّابِقِيْنَ کَانَتْ لَهَا هَذِهِ الْمَنْزِلَةُ الْعِلْمِيَةُ الرَّفِيْعَةُ تَبْلُغُ دِيْنَهَا بِالإِسْنَادِ الْمُتَّصِلِ بَيْنَ نَبِيِهَا وَبَيْنَ عُلَمَاءِهَا، قَدْ فَضَّلَ اﷲُ تَعَالَي بِهَا خَيْرَ أُمَّةٍ وَشَرَّفَ أَئِمَّتَهَا بِآدَابِهَا مِنَ الصَّحَابَةِ إِلَي الْمُحَدِّثِيْنَ.
وَقَدْ رَوَي ابْنُ مَسْعُوْدٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُوْلَ اﷲِ صلي الله عليه وآله وسلم يَقُوْلُ : نَضَّرَ اﷲُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيْثًا. وفي رواية : سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ کَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَي مِنْ سَامِعٍ. رواه الترمذي. وفي رواية : نَضَّرَ اﷲُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْه إِلَي مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ.
وَرَوَي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي اﷲ عنهما قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اﷲِ صلي الله عليه وآله وسلم : اَللَّهُمَّ ارْحَمْ خُلَفَائِي قُلْنَا : يَا رَسُوْلَ اﷲِ وَمَنْ خُلَفَاءُکَ؟ قَالَ : الَّذِيْنَ يَأْتُوْنَ مِنْ بَعْدِي يَرْوَوْنَ أَحَادِيْثِي وَيُعَلِّمُوْنَهَا النَّاسَ. رواه الطبراني في الأوسط.
وَقَالَ الْأَئِمَّةُ الْکِبَارُ مِنَ التَّابِعِيْنَ : الإِسْنَادُ مِنَ الدِّيْنِ، وَلَا يُحَدِّث عَنْ رَسُوْلِ اﷲِ إِلَّا الثِّقَاتُ، وَلَوْلَا الإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ، وَأَنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِيْنٌ فَانْظُرُوْا عَمَّنْ تَأْخُذُوْنَ دِيْنَکُمْ. أمّا بعد : فيقول أسير ذنبه وراجي عفو ربّه، الدکتور محمد طاهر القادري بن المحدّث المُسنِد الدکتور فريد الدين القادري هَذِهِ أَسَانِيْدِي فِي الْحَدِيْثِ الْمُبَارَکِ وَالسُّنَّةِ النَّبَوِيَةِ الشَّرِيْفَةِ الْمُطَهَرَةِ وَالَّتِي عَدَدُهَا مِائَةٌ وَخَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَدًا وَأَذْکُرُ مِنْ بَعْضِهَا شَهَادَةً وَبَرَکَةً بِالاِتِّصَالِ مَعَ الْمَشَائِخِ وَالْأَکَابِرِ، مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، وَهِيَ مُحَقَّقَةٌ وَمُتَّصِلَةٌ بِطَرِيْقِ الضَّبْطِ وَالتَّسَلْسُلِ وَالاِتِّصَالِ إِلَي أَئِمَّةِ الْحَدِيْثِ الْأَعْلَامِ، وَالْأَشْيَاخِ الْقَادَةِ الْکِرَامِ، وَإِنَّهَا مُوْصِلَةٌ إِلَي سَيِدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ أَکْرَمِ الْخَلْقِ وَأَفْضَلِ الْأَنَامِ صَلَّي اﷲُ عَلَيْهِ وَعَلَي آلِهِ وَصَحْبِهِ وَتَبْعِهِ أَزْکَي الصَّلاَةِ وَأَبْقَي السَّلَامِ.
–
[Al-Minhaj-us-Sawi Mina Al-Hadith-in-Nabawi ﷺ, Safha-05_06.]